فضاء حر

مضمون الاقلمة اخطر من عدد الاقاليم وكلاهما خطر !

يمنات
الستة الاقاليم مشروع تفتيتي تأمري على وحدة النسيج الوطني اليمني وليس فقط على وحدة كيان الدولة ولكن مشروع الثلاثة اقاليم اخطر من مشروع الستة الاقاليم!
على ان الاخطر من الاقاليم الستة او الاقاليم الثلاثة او الاقاليم الا تثنين هو مضمون الاقلمة نفسها وليس شكلها او عددها وهو امر لا يلتفت اليه البعض رغم ان خطره يفوق خطر شكل الاقلمة وعددها بالاف الاميال الضويئة المتشضية .
الخطورة حد الخيانة في مسودة الدستور المزعوم وقبلها وثيقة بن عمر المعتمدة تأتي من كون قوى التآمر -مجتمعة- بنت فكرة “الاقلمة” وما سمي بالدولة الاتحادية على اساس خاطئ جدا بل وخطير جدا وهو التشكيك بالهوية اليمنية الجامعة اولا والقول – وهما وتخريفا – بوجود مركز مقدس من الحجر والبشر واطراف غير مقدسة من الحجر والبشر ايضا.
ثم القول ضمنا وزورا بان الشعب اليمني ليس شعبا واحدا بل شعوبا وقبائلَ ومناطق ومذاهب ومن ثم البحث لهذا الخليط القادم من كوكب “موفمبيك” عن وطن جديد اسمه الدولة الاتحادية اليمنية ليس لجمع هذه الشعوب اليمنية المختلقة في “سعوان” وتعزيز روابطها الوطنية الجديدة بل لخلق عوامل واسباب اضافية لتناحرها وتمزقها اربا وبدوافع انتقامية حاقدة.
ما يجري الحديث عنه هو مشروع دستور مسخ يتحدث عن “اقليات” لا وجود لها وعن هويات انعزالية مطلوب خلقها اولا ومن ثم ضمان “حقوقها” ضدا لحقوق المواطنة وتكافؤ فرصها ثانيا وتماما .
يتحدثون عن ستة اقاليم في الشكل وتتضمن مخرجات المسودة اقليمين فقط ثم تفترض المسودة المناصفة بين الشمال والجنوب بالوظيفة الإدارية والسياسية معا ليس من اجل تعزيز الوحدة بين الاقليمين او الشطرين بل من اجل ابراز التمايز والكراهية بينهما وخلق ازمة انقسامية مؤبدة داخل كل مؤسسات الدولة والمجتمع.
وبحيث ما ان يحدث ابسط خلاف داخل اي مؤسسة حتى يصطف الناس شمالا وجنوبا بالمناصفة وليرتد صدى هذا الخلاف انقساما عموديا في بقية مؤسسات الدولة بعيدا عن الخيارات السياسية والفكرية للمواطنين وبما يمهد بالنتيجة الطريق النهائي لحدوث الانفصال الحتمي ولكن بعد توسيع الشروخ في جسد الوطن المشطور وتحولها الى دماء وصديد لا يتوقف عن النزف ابدا .
“الدولة الاتحادية” التي طرحت كحل “التفافي” على القضية الجنوبية تحولت بقدرة قادر الى حل لقضايا اخرى جديدة كالقضية التهامية والقضية الصعداوية والقضية المناطقية ومطلع ومنزل ومركز مقدس وطيسي فيسي خيطي زارش اي ان الفدرالية وبدلا من ان تكون حلا لقضية الجنوب تحولت الى اشكال جنوبي جنوبي وشمالي شمالي وشميلي شميلي بين فدراليات مختلقة وصراعية .
انه ومن كثرة الحقوق التمييزية للفئات والاقلويات الثيرة والمختلقة التي تتضمنتها مخرجات الحوار و مسودة مشروع الدستور الاماراتي يخال للمرء انه لم يعد قادرا على ضمان اي حق شخصي او مدني او سياسي باعتباره مواطن يمني “حاف” الا اذا اضيفت له صفه اخرى كأن يكون “شابا” مثلا او “امرأة” او مهمشا او جنوبيا او تهاميا او ماربيا او صعداويا او سقطريا او امهريا فكل هولاء لهم اولوية على غيرهم من مواطني الشعوب اليمنية الاتحادية الاخرى ولكن بالمناسبة من هي الشعوب الاقلوي اليمنية الاخرى ؟
منح “كوتات” تمييزية لعشرات الفئات المخلقة كالقول بالمناصفة والمثالثة والمعاشرة للمرأة والشباب والمهمشين والجنوبيين والصعداويين والماربيين والحديسيين والحريديمين نكون قد حلينا مشكلة الانتقاص من حقوق المواطنية لجميع الشعوب اليمنية ولم يعد هناك تسوتفى حقوقه المنتقصة عبر التاريخ سوى شعبي تعز وإب او هكذا يخيل لي على الاقل باعتبارهما المحافظتين اللتان ليس لهما قضايا خاصة وتمييزية في مخرجات الحوار الموفمبيكي او مسودة الدستور الاماراتي من يدري وربما لانهما ليسا من محافظات النفط والسمك ولا من محافظات الحروب الوسطى والكوارث غير الوسطى بل من محافظات القلى والوزف والفتوت والزوم والبلسن وحبتي ولا الديك
عتشي خبر اكاد اعلن “جنوني” على كل مايجري من جنون لاحدود لعبثيته في هذه البلاد !
* تغريدتان
1-اذا لم تكن امرأة او شابا او مهمشا او تهاميا او مأربيا او صعداويا او حضرميا او جنوبيا او سقطريا فانت من الشعوب الاتحادية الاخرى التي لا قضايا لها ولا حقوق ولا كوتات تمييزية اي انك من خارج كوكب موفمبيك الاحمر !
2- ترى هل نحن بحاجة الى شيء من الشجاعة لنعلن بصراحة ووضوح بان ما جري في موفمبيك كان كثير منه خيانة وطنية ولم يكن كله يمنيا ولا صحيحا !

زر الذهاب إلى الأعلى